
06/06/2025
"قبل ان نُحيي الذكرى، لابُد ان نُحيي المعنى!".
لماذا أمر الله إبراهيم بذ. بح أبنه؟!..
سيدنا إبراهيم "عليه السلام" كان على علاقة حب عميقة بأول أولاده سيدنا إسماعيل "عليه السلام".. وده لأن سيدنا إبراهيم عاش سنين طويلة بدون أطفال، وكان مُشتاق جداً للذرية.
ولما بلغ من العمر ٨٦ عاماً، رزقه الله بإسماعيل من زوجته هاجر.. ولما كبر إسماعيل شوية وبدأت ملامحه تبان، بقى رفيق والده في الحياة، ونشأت بينهم علاقة حب وصداقة واتعلق بيه جداً.
إسماعيل لما وصل لعمر ١٢ سنة، والده شاف في المنام انه بيذ. بحه، (إني أرى في المنام أني أذ. بحك، فانظر ماذا ترى؟).. إسماعيل رد وقاله؛ (يا أبتِ افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
والمشهد ده بيمزج أعلى درجات الحب الأبوي مع أعلى درجات الطاعة والتسليم لله من الأب والابن..
طب ليه ربنا أمره بكدة؟!
إسماعيل مكنش مجرد ابن، ده كان “الحلم” اللي اتمناه إبراهيم طول عمره، فلما أخد قلبه ومحبته واهتمامه، ربنا طلبه منه.. ربنا ما كانش غرضه ذ. بح إسماعيل، ولكن المقصود إنه يختبر إبراهيم في أغلى ما يملك، ابنه الوحيد اللي جاله بعد سنين طويلة.
عشان يخلّص قلبه من أي تعلُّق دُنيوي..
فلما أسلما: يعني لما سلّم إبراهيم وابنه لأمر ربهم، انتهى الاختبار - وفديناه: لأن الذ. بح الحقيقي تحقق خلاص، وهو “ذ. بح الهوى”!.. كسر الأنانية والتعلُّق وحب كل شيءٍ دنيوي.
فلسفة التجريد الإلهي من التعلق بالشهوات الدنيوية..
الفلسفة الإلهية هنا بتقول ان البلاء الحقيقي مش في الذ. بح، البلاء في المفارقة!، إنك تفارق أغلى حاجة عندك، بإيدك وبإيمانك وأنت راضٍ.. كل ما تحب حاجة زيادة كل ما ربنا هيختبرك فيها، لازم تكون مُستعد انك تفارق كل ما تحب لو ربك طلب، وإلا يبقى فيك جزء مش خالص لله.
كل حاجة ممكن تبقى صنم لو أخدت مكانها الغلط في قلبك، كل شخص وكل حلم وكل ش**ة.. حتى نفسك.
التجريد من الهوى هو طريق النجاة في الدنيا..
إسماعيل ما كانش مجرد ابن، ده كان رمز لكل حاجة بنتعلق بيها في حياتنا وبتكون سبب شقائنا، والحاجة دي ممكن تكون اسرتك وشهواتك، ممكن تكون نجاحاتك واحلامك، وأوقات كتير ممكن تكون "انت" نفسك.